بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة تأتي في اللغة بمعنى الرحمة والأستغفار لذلك كان الأصل في الصلاة أنها صلة مع الله
تعالى ووقوف بين يديه ومناجاة له
ومحل الصلاة من الدين كمحل الرأس من الجسد فكما أنه لاحياة لمن لارأس له كذلك لادين لمن لاصلاة له
لذلك كانت أول عبادة فرضت على المسلمين وفي طريقة فرضيتها صورة لمدى أهميتها
فالعبادات كلها فرضت على الأرض إلا الصلاة قد فرضها الله تعالى في السماء ليلة الاسراء والمعراج وقد شدد الإسلام كثيرا على الصلاة وأهميتها
قال تعالى {حفظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قنطين }سورة البقرة
فلا تسقط الصلاة عن المسلم المكلف بها مهما كانت الأعذار وعند المرض والعجز تقبل على الكيفية التي يقدر عليها المصلي
وقد شدد الإسلام كذلك في الإنكار على من ترك الصلاة أو تهاون في أدائها قال تعالى منذرا بالويل والهلاك لمن يسهواعنها حتى يضيع
وقتها {فويل للمصبين الذين هم عن صلاتهم ساهون }سورة الماعون
عن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ان اول مايحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته ,فإن صلحت فقد أفلح ونجح ,وإن فسدت فقد خاب وخسر )..رواه الترمذي وكذلك فقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة مصداق الايمان ودليله وشرط الانتساب الى الاسلام فعن جابر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة )...رواه مسلم
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من فاتته الصلاة فكأنما وتر أهله وماله )...رواه احمد
اي اصيب في اهله وماله وصار وترا اي فردا
فاذا كانت هذه عاقبة من فاتته صلاة !!فكيف بمن فاتته الصلوات كلها؟؟؟؟؟؟
إن الصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين ومن تركها فقد هدم الدين وهي من أهم الصفات التي وردت في القران الكريم {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خشعون .....والذين هم على صلاتهم يحافظون }...سورة المؤمنون
والصلاة المطلوبة التي يريدها الاسلام ليست مجرد أقوال يرددها اللسان وحركات تؤديها الجوارح بلا تدبر من عقل ولا خشوع من القلب ليست تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديكة
الصلاة المطلوبة هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة المعبود جل جلاله
قال تعالى {وأقم الصلاة لذكري }....سورة طه
فقد طلب الله تعالى إقامة الصلاة ولم يطلب مجرد الصلاة
ومعنى اقامة الصلاة هو أداؤها على وجهها الأكمل بالمحافظة على شروطها والمحافظة على سننها وأعمالها الظاهرة والمحافظة على حقيقتها الباطنة
أي على روحها بالإخلاص وحضور القلب بالخضوع والتذلل وسكون الجوارح وحضور العقل بالتدبر والتفهم لمعاني القران والتسيح ونحو ذلك
قال الامام الغزالي رحمه الله :مثل الذي يقيم صورة الصلاة الظاهرة ويغفل عن حقيقتها الباطنة كمثل الذي يهدي لملك عظيم وصيفة ميته لاروح فيها ومثل الذي يقصر في أقامة الصلاة كمثل الذي يهدي الى الملك وصيفة مقطوعة الأطراف مفقوءة العينين فهو والذي قبله متعرضان بهديتهما للعقاب والنكال لاستهانتهما بالحرمة واستخفافهما بحق الملك
من اسرار الصلاة
اولا الصلاة عبادة يومية دائمة لتكون حماما روحيا للمسلم يتطهر بها من خطاياه وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟) قالوا لا..لايبقى من درنه شيء , قال ( فذلك مثل الصلوا الخمس يمحو الله بهن الخطايا )...رواه مسلم
ثانيا الصلاة غذاء الروح فالإنسان مخلوق روحي ولا يغذيه الا الصلة بالله فأداء الصلوات الخمس يوميا هي الضمان الوحيد لاستمرار الصلة بين العبد وربه
ثالثا الصلاة تشمل كل كيان الانسان الصلاة حركة وعمل تشمل جوانب الانسان كلها
رابعا الصلاة المطلوبة تمد المؤمن بحيوية هائلة وقوة تعينه على مواجهة أعباء الحياة وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه امر صلى
ففي الصلاة فرصة عظيمة ليفضي فيها المؤمن الى ربه بذات نفسه ويشكوا اليه همومه واحزانه ويستفتح باب رحمته طالبا منه العون والعفو فيشعر بالسكينة والطمأنية
خامسا الصلاة تغرس في القلب مراقبة الله تعالى ورعاية حدوده باجتناب الفحشاء والمنكر والحرص على المواقيت والدقة في المواعيد
فاحرصي اختي الكريمة على ان لاتضيعيها وان تقومي بها على اكمل وجه
اسال الله تعالى أن يثبتنا واياكم على الطريق الصحيح ويغفر لنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***************************
إذا كنت لا تقرأ إلا ما يُعجبك فقط، فإنك إذاً لن تتعلم أبداً!