محمدجمال Admin
عدد المساهمات : 595 تاريخ التسجيل : 06/08/2009 العمر : 36
| موضوع: تفاؤل الرسول عليه الصلاة والسلام 05.05.10 22:16 | |
|
بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمة الله وبركاتهتفاؤل الرسولإنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريمورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كلأموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاحالأخبار دليل صدق على هذا، إذ كان في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابهبالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاًعن موطئ قدم لدعوته نجده يبشر عدواً يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسوارمَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون بهرؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقتضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع رسولالله عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسماوات؛ فجعل الله له من كل المكائدوالشرور والكُرب فرجاً ومخرجاً.فالرسول من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم، ففي الحديثالصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبنيالفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.والطيرة هي التشاؤم.وإذا تتبعنا مواقفه في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا.فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريقالهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤهاالتفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول اللهفارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه.ومنها تفاؤله وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى اللهأبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي في الغار،فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأبصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه.ومنها تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش.ومنها تفاؤله عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.ومنها تفاؤله بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله : لا بأس طهور إن شاء الله. كل ذلك وغيره كثير، مما يدل على تحلِّيه بهذه الصفة الكريمة.وبعد: - أخي القارئ الكريم - فما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا :{ لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخروذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) . إن واقع أمة الإسلام اليوم ، وما هي فيهمن محن ورزايا ، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل ، تلك الصفة التي تعيد الهمةلأصحابها ، وتضيء الطريق لأهلها، والله الموفّق لاتنسونا بالدعاء اختكم عاشقة الاقصى | |
|