مؤمن الى الجنة
منتدى مؤمن الى الجنة منهجة القران والسنة. ... الحق سيهديك الى الطريق المستقيم وما أن تكمل في السيرحتى تكون مؤمن الى الجنة وتعلم أن كل ما بالمنتدى هو من كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم (قران كريم . خطب . محاضرات . مقاطع مؤثرة . أناشيد أسلامية.برامج دينية . العاب . أخبارالمسلمين .الله .ربى.الاسلام.دينى.نبى.محمد.)
مؤمن الى الجنة
منتدى مؤمن الى الجنة منهجة القران والسنة. ... الحق سيهديك الى الطريق المستقيم وما أن تكمل في السيرحتى تكون مؤمن الى الجنة وتعلم أن كل ما بالمنتدى هو من كتاب الله وسنة رسولة صلى الله علية وسلم (قران كريم . خطب . محاضرات . مقاطع مؤثرة . أناشيد أسلامية.برامج دينية . العاب . أخبارالمسلمين .الله .ربى.الاسلام.دينى.نبى.محمد.)
مؤمن الى الجنة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

مؤمن الى الجنة

من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر
 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول
مواضيع مماثلة
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
المواضيع الأخيرة
» تستحي وهي في الكفن
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.12.10 5:02 من طرف محمدجمال

» أعظم أربع نساء بالكون
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.12.10 4:56 من طرف محمدجمال

» القاب الصحابه والصحابيات
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.12.10 4:52 من طرف محمدجمال

» الرميصاء الصحابيه المبشرة بالجنة
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.12.10 4:49 من طرف محمدجمال

» الفرق بين اللهم صل واللهم صلي (( مهم جداً ))
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime08.12.10 9:26 من طرف محمدجمال

» اسرائيل تنبش مقابر الصحابة والمسلمين بالقدس
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.10.10 6:43 من طرف محمدجمال

» وزير صهيوني: حققنا في العراق أكثر مما خططنا والنفط سيأتينا عبر الأردن
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.10.10 6:40 من طرف محمدجمال

» النصارى والشيعة يتقاسمون أفريقيا وأفريقيا تقاسمنا المياه
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.10.10 6:39 من طرف محمدجمال

» في بيتنا مراهق.........
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime19.10.10 6:35 من طرف محمدجمال

التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني

أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
محمدجمال
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
امير
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
salma
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
بسام عمايره
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
ahmed ali
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
الشيخ
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
aboazt
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
amatolah manoula
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
أبوندى
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
ميديو
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_rcapمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_voting_barمحمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_vote_lcap 
سحابة الكلمات الدلالية

 

 محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
محمدجمال
Admin
محمدجمال


ذكر عدد المساهمات : 595
تاريخ التسجيل : 06/08/2009
العمر : 35

محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: Empty
مُساهمةموضوع: محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:   محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا: I_icon_minitime07.03.10 16:00

محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:

{فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَالَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ} الأعراف 157.

" لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من والده وولده والناس أجمعين" أخرجه البخاري 15 ومسلم 44 عن أنس رضي الله عنه.

أحبّك حبا ليس في غضاضة
وبعض مودات الرجال سراب
ومنحتك الود الصريح وإنه
عليه دليل ظاهر وكتاب

من يطالع سيرة الصحابة يرى ذلك الحب الصادق الفياض لشخص
الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حبا يستولي على النفس ويملك المشاعر،
حبا لا يعدله حب الولد والوالد والابن والزوجة، حبا يصل شغاف القلب ويمازج
قرار الروح.


ولكن لماذا أحبّوه هذا الحب؟ إذ لا يوجد في التاريخ كله
قوم أحبّوا إمامهم أو زعيمهم أو شيخهم أو قائدهم أو أستاذهم كما أحبّ
أصحاب محمد محمدا صلى الله عليه وسلم حتى افتدوه بالمهج، وعرّضوا أجسامهم
للسيوف دون جسمه، وضحوا بدمائهم لحمايته، وبذلوا أعراضهم دون عرضه، فكان
بعضهم لا يملأ عينيه من النظر الى رسول الله صلى الله عليه وسلم إجلالا
له، ومنهم من ذهب الى الموت طائعا ويعلم أنها النهاية وكأنه يذهب الى عرس،
ومنهم من احتسى الشهادة في سبيل الله كالماء الزلل، لأنه أحبّ محمدا
ودعوته. بل كانوا يتمنون رضاه على رضاهم، وراحته ولو تعبوا، وشبعه ولو
جاعوا، فما كانوا يرفعون أصواتهم على صوته، ولا يقدمون أمرهم على أمره،
ولا يقطعون أمرا من دونه، فهو المطاع المحبوب، والأسوة الحسنة، والقدوة
المباركة.


أما دواعي هذا الحب وأسبابه، فأعظمها أن هذا الإنسان هو
رسول الرحمن، وصفوة الإنس والجان، أرسله الله ليخرجهم من الظلمات الى
النور، ويقودهم الى جنة عرضها السموات والأرض.


ثم إنهم وجدوا فيه صلى الله عليه وسلم الإمام الذي كملت
فضائله وتمّت محاسنه، فقد أسرهم بهذا الخلق العظيم والمذهب الكريم، فوجدوا
في قربه واتباعه جنة وارفة من الإيمان، بعد نار تلظى من الكفر والجاهلية،
فهو الذي غسل أرواحهم بإذن الله من أوضار الوثنية، وزكّى نفوسهم من آثام
الشرك، وطهّر ضمائرهم من لوثة الأصنام، وعلمهم الحياة الكريمة. ملأ صدورهم
سعادة بعد عمر من القلق والاضطراب والغموم والهموم، بنى في قلوبهم صروح
اليقين بعد خراب الشك والريبة والانحراف.


كانوا قبل دعوته كالبهائم السائمة، لا إيمان، ولا أدب ولا
صلاة، ولا زكاة، ولا نور، ولا صلاح، حياة مظلمة من عبادة الأصنام وملابسة
الفواحش ومعاقرة الخمر وسفك الدماء والسلب والنهب، فليس لهم في الحياة
رسالة، وما عندهم عن الله خبر، وما لديهم من أمر الدنيا نبأ، فهم في غيّهم
يعمهون.


قلوب أقسى من الحجارة، ونفوس أظلم من الليل، وبؤس أشد
بشاعة من الموت، فلا عقل محفوظ، ولا دم معصوم، ولا مال حلال، ولا عرض
مصان، ولا نفوس راضية، ولا أخلاق قويمة، ولا مجتمع يحترم الفضيلة، ولا شعب
يحمي المبادئ.


فلما أراد الله إنقاذ هذه البشرية وإسعادها وصلاحها
وفلاحها بعث محمدا صلى الله عليه وسلم، فكأن الناس ولدوا من جديد، وكأن
وجه الدنيا تغير، وكأن الأرض لبست ثوبا آخر، فالوحي يتنزل على هذا الإمام
من لدن لطيف خبير، وجبريل يغدو ويروح بشريعة نسخت الشرائع، فيها سعادة
العباد، وصلاح البشر، وعمارة الأرض.. فمسجد يبنى، ورقبة تعتق، وصدر يعمر،
وجسد يطهر، وصلاة تؤدى، ومصحف يتلى، وآية تفسّر، وحديث يشرح، وراية تعقد،
وحضارة تبنى، وأمة تحرّر { هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ (2) } الجمعة.


لقد أحبّ الصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه وصلهم
بالله ودلّهم على رضوانه، وهداهم الى صراطه المستقيم. وإنهم لمعذورون في
هذا الحب لأنه أقل ما يجب عليهم نحو هذا الرسول المعصوم والنبي الخاتم،
الذي جاء إليهم وهم عاكفون على أصنامهم، فصاح بهم :"قولوا لا إله إلا الله تفلحوا" أخرجه أحمد 18525 والحاكم 39، وصلى بهم وقال:" صلوا كما رأيتموني أصلي" أخرجه البخاري 631، وحجّ بهم وقال:" خذوا عني مناسككم" أخرجه مسلم 1297، وعلمهم السنة وقال:" من رغب عن سنتي فليس مني" أخرجه البخاري 5063 ومسلم 1401، ودعاهم الى التقوى وقال:" إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا"
أخرجه البخاري 20. فالله أنقذهم به من النار، وبصّرهم من العمى، وعلّمهم
به من الجهل، وأصلحهم بعد الفساد، وهداهم بعد الضلالة، وأرشدهم بعد الغي.


كيف لا يحبه أصحابه بل كل مسلم وهو لا يزاول طاعة إلا
والرسول صلى الله عليه وسلم نصب عينيه في طهارته وصلاته وصيامه وزكاته
وحجّه وذكره وعقيدته وخلقه وسلوكه، كيف لا يحبه وكلما فعل خيرا فإنما
إمامه محمد صلى الله عليه وسلم، أو قام بقربة فقدوته محمد صلى الله عليه
وسلم، أو أحسن في حياته فأسوته محمد صلى الله عليه وسلم، أو أسدى جميلا أو
قدّم معروفا فمثله الأعلى محمد صلى الله عليه وسلم.


المصلحون أصابع جمعت يدا
هي أنت بل أنت اليد البيضاء

كيف لا يحبه الإنسان وحديثه يرنّ في الأذن ويعبر الى القلب
بكل فضيلة وكل خلق شريف وسجايا نبيلة، داعيا الى الصدق والعدل والسلام
والرحمة والتآخي والإحسان، محذرا من الفجور والفسوق والعصيان والظلم
والاعتداء والبغي والإجرام.. فميلاد الإنسان الميلاد الثاني يوم اتبع هذا
الرسول صلى الله عليه وسلم، واقتدى بهذا النبي الأمي:


أخوك عيسى دعا ميتا فقام له
وأنت أحييت أجيالا من الرمم

وسعادة العبد إنما هي في الاهتداء بهدي هذا الإمام
المعصوم، لأنه الوحيد من الناس الذي يدور معه الحق حيثما دار، فعلى قوله
تعرض الأقوال، وعلى فعله توزن الأفعال، وعلى حاله تقاس الأحوال:{وإنّك لتهدي الى صراط مستقيم}.


من نحن قبلك إلا نقطة غرقت
في اليمّ أو دمعة خرساء في القدم

محمد صلى الله عليه وسلم مباركا:

{مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) } مريم.

إذا نحن أدلجنا وأنت إمامنا
كفى بالمطايا طيب ذكرك هاديا
وإني لأستغثي وما بي غشوة
لعلّ خيالا منك يلقى خياليا

كانت البركة فيه ومعه وعنده عليه الصلاة والسلام، فكلامه
مبارك، يقول الكلمة الموجزة فتحمل في طياتها العبر والعظات ما يدهش
لروعتها العقل حسنا وبلاغة، ويلقي الخطبة فيجعل الله فيها من النفع
والتأثير والبركة ما يبقى صداه في الأجيال جيلا بعد جيل.


والبركة في عمره صلى الله عليه وسلم، فقد عاش ثلاثا وعشرين
سنة في إبلاغ رسالته ليس إلا، فكان في هذه الفترة الوجيزة من الفتح والنصر
والنفع والعلم والإيمان والإصلاح ما لا يقوم به غيره في قرون ولا دهور،
ففي ثلاث وعشرين سنة فحسب، بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة وعلّم القرآن ونشر
السنة، وقضى على الكفر، وأسّس دولة العدل، وأقام أعظم حضارة راشدة عرفتها
الإنسانية.


وانظر الى بركة يوم واحد من أيامه عليه الصلاة والسلام،
وهو يوم النحر، اليوم العاشر من حجه صلى الله عليه وسلم على سبيل المثال،
ففي هذا اليوم الواحد صلى الفجر بمزدلفة ودفع الى منى وهو يلبّي ويذكر
الله ويدعوه، ويعلم الناس المناسك، ويفتي الحجاج، ثم رمى جمرة العقبة، ثم
حلق ثم نحر ثم ذهب الى المسجد الحرام فطاف، ثم صلى الظهر، وهو مع ذلك يرشد
الناس ويوجّههم.. هذا إلى صلاة الظهر فقط، مع أن وسيلة النقل ناقته صلى
الله عليه وسلم، مع بعد المسافة وكثرة الزحام وحرارة الجو ووقوفه للناس
يسألونه، فسبحان من بارك في لحظات عمره ودقائق حياته:


مرّت سنين بالسعود وبالهنا
فكأنها من حسنها أيام

وبورك له صلى الله عليه وسلم في آثاره، فقد مرّ بصاحب
قبرين يعذبان، أحدهما كان لا يتنزه من البول، والآخر كان يمشي بالنميمة
بين الناس، فشقّ صلى الله عليه وسلم عصا خضراء كانت معه وغرسها على
القبرين وقال:" أرجو أن يخفف عنهما من العذاب حتى تيبسا" أخرجه
البخاري [216، 218] ومسلم 292 عن ابن عباس رضي الله عنهما. وهذا خاص به،
ولا يكون إلا له صلى الله عليه وسلم، لما جعل الله فيه من البركة.


ومرض علي ابن أبي طالب بالرمد يوم خيبر، حتى أصبح لا يرى
شيئا، فنفث عليه صلى الله عليه وسلم فأبصر بإذن الله في الحال لبركة دعائه
ونفثه:


مرض الحبيب فزرته
فمرضت من خوفي عليه
وأتى الحبيب يزورني
فشفيت من نظري إليه

وكان الجيش في الخندق ألف رجل قد بلغ بهم الجوع مبلغا
عظيما، فدعا جابر بن عبدالله الرسول صلى الله عليه وسلم وثلاثة معه على
عناق من ولد الماعز ذبحها وشيء من طعام الشعير، فدعا صلى الله عليه وسلم
الجيش جميعا وسبقهم، ودعا على الطعام ونفث، ثم أدخلهم عشرة عشرة، فأكلوا
جميعا وشبعوا جميعا وبقي الطعام بحاله، ووزع على أهل المدينة، فما بقي بيت
إلا دخله من ذلك الطعام. فلا إله إلا الله! يا لها من معجزة باهرة وآية
ظاهرة على صدقه وبركنه ونبوّته:


علوّ في الحياة وفي الممات
بحق فيك كل المعجزات
عليك تحية الرحمن تسري
بتبريك عواد رائحات
وسافر معه جيش قوامه ألف وأربعمائة رجل، فانتهى ماؤهم
وأشرفوا على الهلاك، وانقطعوا في البيداء، فدعا صلى الله عليه وسلم بقربة
صغيرة فيها قليل من ماء، فصبّه على يده الشريفة الطاهرة المباركة، فثارت
من بين أصابعه أنهار الماء، فملأ الناس أوعيتهم وعبأوا قربهم وسقوا
رواحلهم، وشربوا وتوضؤوا واغتسلوا جميعا { أَفَسِحْرٌ هَذَا أَمْ أَنتُمْ لَا تُبْصِرُونَ (15)} الطور.


وأبيض يستسقى الغمام بوجهه
ثمال اليتامى عصمة للأرامل

فحيّا الله ذاك الكف الطاهر المبارك الذي ما خان ولا غش ولا غدر ولا نهب ولا سلب ولا سرق ولا سفك.

يد بيضاء لو مدّت بليل
عظيم الهول أشرقت الليالي

وزار صلى الله عليه وسلم سعد بن أبي وقاص وهو مريض ملتهب
الجسم، فوضع يده المباركة على صدر سعد، فوجد بردها كالثلج فشفي بإذن الله.
يقول سعد بعد سنوات طويلة: والله لكأني أجد بردها الآن على صدري.


ورشّ صلى الله عليه وسلم بقية وضوئه على جابر بن عبدالله
وهو مريض فشفي بإذن الله، وحلق رأسه صلى الله عليه وسلم بمنى يوم النحر،
فأعطى شقّه الأيمن أبا طلحة الأنصاري لأن صوته في الجيش كمائة فارس جائزة
له، والنصف الآخر وزع على الناس، فكادوا يقتتلون عليه، فمنهم من حصل على
شعرة، ومنهم من تقاسم هو وصاحبه شعرة واحدة، ومنهم من كان يضع هذه الشعرة
في الماء إذا أراد أن يشرب.


جعلت لعرّاف اليمامة حكمه
وعراف نجد إن هما شفياني
فوالله ما من رقية يعلمانها
ولا شربة إلا بها سقياني
فجئت الى المعصوم حتى أعلّني
بشربة حقّ من هدى وبيان

ومسح صلى الله عليه وسلم رأس أبي محذورة وهو صغير، فأقسم
أبو محذورة لا يحلق هذا الشعر الذي مسّه كف الرسول صلى الله عليه وسلم،
فبقي طيلة حياته حتى طال ودفن معه.


وكان الصبيان يأتونه صلى الله عليه وسلم بآنيتهم فيضع كفه المبارك في إناء الماء واللبن، فيجدون فيه البركة والشفاء بإذن الله.

وقصص بركته لا تنتهي، وأحاديث معجزاته لا تنقضي، فهو المبارك أينما حل وأينما ارتحل، وهو الموفّق أينما سار وأقام.

يا رب صلّ وسّلم ما أردت على
نزيل عرشك خير الرسل كلهم

الرسول صلى الله عليه وسلم مربيا:

{ يتلوا عليكم ءايته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة} .

هديتنا لسبيل الحق نسلكه
مسّكتنا حبل هدى غير منصرم
أنت الإمام الذي نرجو شفاعته
وأنت قدوتنا في حالك الظلم

كان صلى الله عليه وسلم مربيا كملت مناقب المربي فيه، فهو رفيق في تعليمه ويقول:" إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف" أخرجه البخاري 6927 ومسلم 2593 عن عائشة رضي الله عنها. ويقول:" ما كان الرفق في شيء إلا زانه، وما نزع من شيء إلا شانه" أخرجه مسلم 2594 عن عائشة رضي الله عنها. وكان يصل الى قلوب الناس بألين السبل حتى قال فيه ربه عز وجل:{ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } آل عمران 159. فهو أعظم من تمثل خلق القرآن، فتجده القريب منالنفوس، الحبيب الى القلوب.

جاءه أعرابي فقال في التشهد: الله ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال له صلى الله عليه وسلم:" لقد حجرت واسعا"
أخرجه البخاري 6010 عن أبي هريرة. أي أنه ضيّق رحمة الله التي وسعت كل
شيء، ثم قام الأعرابي فبال في طرف المسجد، فأراد الصحابة ضرب الأعرابي،
فمنعهم صلى الله عليه وسلم ودعا بدلو من ماء فصبّه على بول الأعرابي، ثم
دعا الأعرابي برفق ولين وحسن خلق فقال:" إن هذه المساجد لا يصلح فيها شيء من الأذى والقذر، وإنما هي للصلاة والذكر وقراءة القرآن" أخرجه مسلم 285 عن أنس بن مالك رضي الله عنه. فذهب هذا الأعرابي الى قومه لما رأى منا لرفق واللين، فدعاهم الى الإسلام فأسلموا.


وجلس معه صلى الله عليه وسلم غلام على مائدة الطعام، فأخذت يد الغلام تطيش في الصحفة، فما نهره ولا زجره وإنما قال له برفق:" سمّ الله وكل بيمينك وكل مما يليك" أخرجه البخاري [ 5376، 5378] ومسلم 2022 عن عمر ابن أبي سلمة رضي الله عنه.

ودخل اليهود عليه صلى الله عليه وسلم فقالوا: السام عليك، يعني الموت، فقالت عائشة: عليكم السام واللعنة، فقال صلى الله عليه وسلم:" يا عائشة، ما هذا؟ إن الله يكره الفحش والتفاحش، وقد رددت عليهم ما قالوا، فقلت: وعليكم" أخرجه
البخاري [ 2935، 6030] ومسلم 2165 عن عائشة رضي الله عنها. وليس في قاموس
حياته صلى الله عليه وسلم ولا في معجم أدبه كلمة نابية ولا بذيئة ولا
فاحشة، وإنما طهر كله ونقاء وصفاء ولين ووفاء، لأنه رحمة مهداة، ونعمة
مسداة، وبركة عامة، وخير متصل.


وكان صلى الله عليه وسلم يتخوّل أصحابه بالموعظة كراهية
السآمة والملل عليهم، أي يتركهم فترات من الزمن بلا وعظ ليكون أنشط
لنفوسهم وأروح لقلوبهم، فكان إذا وعظهم أوجز وأبلغ، وكان ينهى عن التطويل
على الناس وإدخال المشقة عليهم، سواء في الصلاة أو الخطب، ويقول:" إن قصر خطبة الرجل وطول صلاته مئنة من فقهه" أخرجه مسلم 869 عن عمار رضي الله عنه. أي علامة على فقهه، فقصّروا الخطبة وأطيلوا الصلاة.


وأنكر عمر على الحبشة لعبهم بالحراب في مسجده صلى الله عليه وسلم فقال:" دعهم يا عمر، ليعلم يهود أن في ديننا فسحة" أخرجه أحمد [ 24334، 25431] عن عائشة رضي الله عنها أنظر كشف الخفاء: 658.

ودخل أبو بكر عليه صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة رضي
الله عنها وعندها جاريتان تغنيان يوم العيد، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان
في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال صلى الله عليه وسلم:" دعهم يا أبا بكر، فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" أخرجه البخاري [ 952، 3931] ومسلم 892 عن عائشة رضي الله عنها.


وسأل صلى الله عليه وسلم عائشة عن زواج حضرته للأنصار:" هل كان معكم شيء من لهو؟ ـ أي من طرب ـ فإن الأنصار يعجبهم اللهو"
أخرجه البخاري 5163 عن عائشة رضي الله عنها. كل هذا في حدود المباح الذي
يريح النفس ويذهب عنها السأم والملل، أما الحرام فكان أبعد الناس عنه صلى
الله عليه وسلم.


وكان صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه بالقدوة الحيّة
الماثلة فيه صلى الله عليه وسلم، فكان يدعوهم الى تقوى الله وهو أتقاهم،
وينهاهم عن الشيء فيكون أشدّهم حذرا منه، ويعظهم ودموعه على خدّه الشريف،
ويوصيهم بأحسن الخلق، فإذا هو أحسنهم خلقا، ويندبهم الى ذكر الله وإذا به
أكثرهم ذكرا، ويناديهم الى البذل والعطاء ثم يكون أسخاهم يدا وأكرمهم
نفسا، وينصحهم بحسن العشرة مع الأهل، ثم تجده أحسن الناس لأهله رحمة وعطفا
ورقة ولطفا:


يا صاحب الخلق الأسمى وهل حملت
روح الرسالات إلا روح مختار
أعلى السجايا التي صاغت لصاحبها
من الهدى والمعالي نصب تذكار

والعجيب توصّله صلى الله عليه وسلم الى غرس هذه الفضيلة في
نفوس أصحابه غرسا بقي بقاء حياتهم، ودام دوام أعمارهم ونقله الأتباع عنهم،
وأتباع الأتباع عن الأتباع الى اليوم، فكان إذا لقيه الرجل يوما من الدهر
أو ساعة من الزمن وآمن به، ترك عليه من الأثر ما يبقى ملازما له حتى
الموت، فكأن ليس في حياة هذا الرجل إلا ذلك اليوم أو تلك الساعة التي لقي
فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم:


قد يضيق العمر إلا ساعة
وتضيق الأرض إلا موضعا

وما ذاك إلا لصدق نبوته عليه الصلاة والسلام وبركة دعوته، وعظيم إخلاصه وجلالة خلقه ونبل فضائله:

فعليه ما سجع الحمام سلامنا
فيه إله العالمين هدانا
وجوب الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم:

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً (56) } الأحزاب.

صلى عليك الله يا علم الهدى
ما حنّ مشتاق الى لقياكا
وعليك ملء الأرض من صلواتنا
وقلوبنا ذابت على ذكراك

الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم جلاء الأبصار، ونور
البصائر، وبهجة القلوب، وراحة الأرواح، وقرة العيون، ومسك المجالس، وطيب
الحياة، وزكاة العمر، وجمال الأيام، وذهاب الهموم، وطرد الأحزان، وهي
الجالبة للسرور وانشراح الصدور وتكامل الحبور وتعاظم النور.


بها يطيب السمر ويحلو الحديث ويحلّ الأنس وتحصل البركة
وتنزل السكينة، وهي علامة الحب وشاهد المتابعة وبرهان الموالاة ودليل
الصلاح وطريق الفلاح، يقول صلى الله عليه وسلم:" من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشر صلوات، ورفعه عشر درجات، وكتبت له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات" أخرجه النسائي في الكبرى 9890 وفي عمل اليوم والليلة 63 عن أنس بن مالك. وقال:" أكثروا عليّ من الصلاة ليلة الجمعة ويوم الجمعة" أخرجه ابن عدي في الكامل 3\102 والبيهقي في الكبرى 5790 وفي الشعب 3030 عن أنس بن مالك وانظر كشف الخفاء 1\190. وقال:" رغم أنف من ذكرت عنده ولم يصلّ عليّ" أخرجه أحمد 7402 والترمذي 3545 والحاكم 2016. وروي مرفوعا:" البخيل من ذكرت عنده فلم يصلّ عليّ" أخرجه أحمد 1738 والترمذي 3546 عن علي رضي الله عنه وانظر كشف الخفاء 1\332. وورد:" إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغونني من أمتي السلام"
أخرجه أحمد [3657، 4198] والنسائي 1282 والدارمي 2774 والحاكم 3576 عن
عبدالله بن مسعود. ولما قال أبيّ بن كعب: سوف أجعل لك صلاتي كلها، أي
دعائي، قال:" إذن يغفر ذنبك، وتكفي همّك" أخرجه الترمذي 2457.


فيصلى عليه صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول والثاني،
وعند ذكره، وفي خطبة الجمعة، والعيد، والاستسقاء، وفي خطبة النكاح، وفي
مجلس العلم والمواعظ، والكتب والرسائل، والمعاهدات، والصكوك، وعند لقاء
الأحباب، وعند الوداع، وفي الدعاء وأذكار الصباح والمساء، وعند نزول
الهموم وترادف الغموم وفقد الأغراض وتزاحم الكرب وحدوث المصاب ووصول
المبشرات، وعند تأليف الكتب وشرح حديثه وكتابة سيرته وذكر أخباره وقصصه..
إلى غير ذلك من المناسبات، فصلّى الله عليه وسلم ما زهر فاح، وبلبل صاح،
وسر باح، وحمام ناح، وصلى الله عليه وسلم ما نسيم تدّفق وما دمع ترقرق،
وما وجه أشرق، وصلى الله عليه وسلم ما اختلف الليل والنهار، وهطلت
الأمطار، ودنت الثمار واهتزت الأشجار، وصلى الله عليه وسلم ما بدت النجوم،
وتلبدّت الغيوم وانقشعت الهموم، وتليت الأخبار والعلوم، وعلى آله الطيبين
الأبرار، وأصحابه الأخيار من المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم واقتفى الك
الآثار.


صلى عليه إلهه وخليله
ما دامت الغبراء والخضراء
فهو الذي فاق الأنام كرامة
واستبشرت بقدومه الأنباء
وجوب التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:

{يَا أَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلَاتَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ (2) } الحجرات.

قحطان عدنان شادوا منك عزّتهم
بك التشرّف للتأريخ لا بهم
أكاد أقتلع الآهات من حرقي
إذا ذكرتك أو أرتاع من ندمي

الأدب معه صلى الله عليه وسلم شريعة يثاب فاعلها ويعاقب
تاركها، فالأدب مع شخصه الكريم بإجلاله وإعزازه وتوقيره وتقديره واحترامه
وانزاله المنزلة التي أنزله الله إياها: لا غلوّ ولا جفاء، وعدم الاعتراض
عليه صلى الله عليه وسلم أو مناقضة أقواله بأقوال غيره من الناس، أو تقديم
قول كائن من البشر مهما كان على قوله، أو أخذ حديثه على أنه كلام يصيب
ويخطئ، بل هو كلام نبيّ معصوم، أو التعرّض لصفة من صفاته بجفاء، أو رد
قوله بعد التأكد من صحة نسبته اليه، أو الشك في بعض قضاياه وأحكامه، أو
مقارنته بالقادة والزعماء والملوك، فقد رفع الله قدره على الجميع وأعلى
منزلته على الكل.


بل يحرم كل ما فهم منه الجفاء والتنقص والاعتراض عليه صلى
الله عليه وسلم، والواجب على كل من رضي به رسولا واتبعه وآمن به حبه حبا
صادقا أعظم من حب النفس والولد والوالد والناس أجمعين، وتصديق ما أخبر به،
وامتثال ما أمر به والانتهاء عما نهى عنه، والاهتداء بهداه والاقتداء
بسنته والرضى بحكمه والحرص على متابعته، وتوقير حديثه والصلاة والسلام
عليه إذا ذكر صلى الله عليه وسلم، وعدم رفع الصوت عند ذكره وذكر حديثه،
وعدم الضحك وقت تلاوة أخباره وكلامه وآثاره، والخشوع عند ذكر شيء من سنته،
والتأدب عند الاستشهاد بقوله، والتسليم عند أمره ونهيه، والإيمان بمعجزاته
والذب عن جنابه الشريف وأهل بيته وأصحابه { فالذين ءامنوا به وعزّروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}.


يا من تضوّع طيب القاع منزله
فطاب من طيب ذاك القاع والأكم
نفسي الفداء لمجدٍ أنت حامله
فيه العفاف وفيه الجود والكرم

فعلى المسلم أن يفعل فعل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم في
التأدب معه، فمنهم من كان لا يتكلم عنده إلا بصوت خافض خاشع، وكان إذا
تحدث كان على رؤوسهم الطير، ومنهم من جلس في الطريق خارج المسجد لما سمعه
يقول من داخل المسجد:" يا أيها الناس اجلسوا"
أخرجه أبو داود 1091 والحاكم 1056 عن جابر رضي الله عنه. ومنهم من لا يكلم
ابنه حتى مات لأنه عارض حديث الرسول صلى الله عليه وسلم.. إلى آخر تلك
الأفعال الجميلة والخصال الحميدة من تأدبهم معه صلى الله عليه وسلم.





الرسول صلى الله عليه وسلم مبشّرا:

{وَبَشِّرِالْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (47) } الأحزاب.

" بشّروا ولا تنفروا، ويسّروا ولا تعسّروا".

بشرى لنا الاسلام إن لنا
من العناية ركنا غير منهزم
لما دعا الله داعينا لطاعته
بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم

من أعظم صفاته صلى الله عليه وسلم أنه مبشر:{ يَا أَيُّهَاالنَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً (45)}
الأحزاب، فهو صلى الله عليه وسلم الذي أتى بالبشارة الكبرى، وهي الإيمان
بالله والبشارة بعفوه وغفرانه ورضوانه ورحمته، والبشارة بجنة عرضها
السموات والأرض، وقد بشّر صلى الله عليه وسلم بتوبة الله على من تاب وعفوه
عمن أناب، فجلّ الذين بشارة، فقد بشّر عليه الصلاة والسلام بان الوضوء
يحطّ الخطايا وأن الصلاة ورمضان والحج والعمرة كفارات لما بينها من الذنوب
إلا الكبائر، وبشّر من فقد عينيه بالجنة، وبشر من فقد ابنه بقصر في الجنة،
وبشّر من أصابه مرض بأنه يمحو الخطايا، وأن من أراد الله به خيرا ابتلاه،
وبشّر من انتظر الصلاة أن الملائكة تصلي عليه وتدعو له ما لم يحدث، وبشّر
من سبح تسبيحة واحدة بغرس نخلة له في الجنة، وأن من قال سبحان الله وبحمده
مائة مرة حطّت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر، وأن من أذنب ذنبا ثم توضأ
وصلى ركعتين واستغفر الله غفر الله له، وبشّر أن من أصابه مرض أو وصب أو
نصب أو هم أو غمّ أو حزن حتى الشوكة يشاكها جعلها الله كفارة له من الذنوب.


وجاء بكتاب عظيم وذكر حكيم يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بان لهم أجرا حسنا ونهاهم عن اليأس:{ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87)} يوسف.

وعن القنوط:{ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون}.

ونهاهم عن الحزن:{ وَلاَ تَهِنُواوَلاَ تَحْزَنُوا} آل عمران 139.

وفتح باب الغفران للتائبين من المسرفين:{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) } الزمر.

ولما أرسل رسله الى البلدان ودعاة الى الله قال لهم:" بشّروا ولا تنفّروا، ويسّروا ولا تعسّروا"، وحذّر من التشديد والتنفير فقال:" يا أيها الناس! إن منكم منفّرين، من صلى بالناس فليخفف، فإن فيهم الكبير والصغير والمريض وذا الحاجة" أخرجه البخاري [ 90، 702] ومسلم 466 .

وذمّ المتكلفين في الدين، وبشّر عائشة ببراءة الله لها،
وبشر كعب بن مالك بتوبة الله عليه، وبشر جابرا بأن الله كلم أباه، وبشر
المسلمين بدخول زيد وجعفر وابن أبي رواحة الجنة، وبشر بلال بأنه سمع دفي
نعليه في الجنة، وبشّر أبيّ بن كعب بأن الله ذكره في الملأ الأعلى، وبشّر
العشرة بالجنة، وبشّر أهل بدر بأن الله قال لهم:" اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم" أخرجه البخاري [ 3007، 3983] ومسلم 2494 عن علي رضي الله عنه. وبشّر أهل البيعة تحت الشجرة برضوان الله، وبشّر الذي لازم {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (1)} الإخلاص، بأن الله يحبه، وبشّر رجلا صلى معه وقد أصاب حدّا بأن الله غفر له.


وبالجملة فمن أعظم خصاله الحميدة صلى الله عليه وسلم إدخال البشرى على الناس وإسعادهم.

بشرى من الغيب ألقت في فم الغار
وحياً وأفضت الى الدنيا بأسرار

الرسول صلى الله عليه وسلم معلما:

{وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (113) } النساء.

" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا الى الجنة" أخرجه مسلم 2699 عن أبي هريرة رضي الله عنه.

كفاك بالعلم في الأمي معجزة
عند البريّة والتأديب في اليتم
فهو الذي تم في فضل وفي كرم
ثم اصطفاه رسولا بارئ النسم

بعث صلى الله عليه وسلم معلما الناس يعلم الناس مكارم الأخلاق ومعالي الأمور وأشرف الخصال وأنبل السجايا.

فعلّم صلى الله عليه وسلم بوعظه الذي كان يهز به القلوب
فكأنه منذر جيش يقول صبّحكم ومساكم، وكان إذا وعظ علا صوته واشتدّ غضبه
واحمرّت عيناه، فلا تسمع إلا بكاء ونحيبا وحنينا وأنينا وتفجّعا وتوجعّا
وندما وحسرة وتوبة ورجوعا وإنابة.


وعلّم صلى الله عليه وسلم بخطبه القيمة الناعة في مناسبات العبادات، فكانت فيضا من الهدى ونهرا من النور، تزيد الإيمان وترفع اليقين.

وعلّم صلى الله عليه وسلم بفتواه لمن سأله، فكان أفقه الناس وأعظمهم إجابة وأكثرهم إصابة، وأعرفهم بما يصلح للسائل.

وعلّم صلى الله عليه وسلم بوصاياه ونصائحه التي تصل الى القلوب وتملأ النفوس تقوى وصلاحا.

وعلّم بضرب الأمثال التي يعرفها الناس، وتوضيح المعاني بأمور محسوسة تقرب المعنى وتزيل الإشكال وترفع الوهم.

وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقصص الجذاب الخلاب الذي يثير في النفوس الإعجاب والإنصات والاستجابة.

وعلّم صلى الله عليه وسلم بالقدوة الحية المتمثلة في سيرته
العطرة وأخلاقه السامية وخصاله الجليلة التي أجمع على حسنها العقلاء
وأحبها الأتقياء واقتدى بها الأولياء.


وأول كلمة نزلت عليه صلى الله عليه وسلم كلمة "اقرأ"، وهي
من أعظم أدلة فضل العلم وقيمة المعرفة، وأمره الله أن يقول: رب زدني علما،
ولم يأمره بطلب زيادة إلا من العلم لأنه طريق الرضوان وباب التوفيق وسبيل
الفلاح، وامتنّ عليه ربّه بأن علّمه ما لم يكن يعلم من المعارف الإيمانية
والفتوحات الربانية والمواهب الالهية، وقال له ربه:{ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
} محمد 19. فبدأ بالعلم قبل القول والعمل، فكان صلى الله عليه وسلم أسوة
العلماء وقدوة طلبةا لعلم في الاستزادة من العلم النافع والعمل الصالح،
وقال:" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث" أخرجه البخاري 79 ومسلم 2282. فكانت مهمته الكبرى تعليم الكتاب والحكمة:{ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}
البقرة 129. حتى خرج من أصحابه صلى الله عليه وسلم علماء وفقهاء وحكماء
ومفسرون ومحدّثون ومفتون وخطباء ومربّون ملؤوا الدنيا علما وحكما ورشدا
واستفاقة:


فكلهم من رسول الله ملتمس
غرفا من البحر أو رشفا من الديم

وقد حثّ عليه الصلاة والسلام على العلم ونشره وتعليمه فقال كما في حجة الوداع:" فليبلغ الشاهد الغائب، فرب مبلغ أوعى من سامع" أخرجه البخاري [1741، 7078] ومسلم 1679 عن أبي بكرة رضي الله عنه. وقال:" نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلغها، فرب حامل فقه الى من هو أفقه منه" أخرجه الترمذي 2658 عن ابن مسعود رضي الله عنه وانظر: كشف الخفاء 2\423. وقال:" بلّغوا عني ولو آية"
أخرجه البخاري 3461 عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. وكانت حياته صلى
الله عليه وسلم كلها تعليما لأمته، فصلاته وصيامه وصدقته وحجه وذكره لربه
وكلامه وقيامه وقعوده وأكله وشربه، كل هذا تعليم وأسوة لمن آمن به واتبعه،
وكان صلى الله عليه وسلم يتدرّج في التعليم، فما كان يلقي العلم على
أصحابه جملة واحدة بل شيئا فشيئا {فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ} الاسراء 106، {لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً (32) }
الفرقان. فكان يمتثل هذا في تدريسه لأصحابه، وكان يبدأ صلى الله عليه وسلم
بكبار المسائل والأهم فالمهم، ويكرر المسألة حتى تفهم عنه، ويعلّم تعليما
علميا بالقدوة، كالوضوء أمام الناس ليأخذوا عنه، وصلاته لهم ليصلوا
كصلاته، وقوله:" صلوا كما رأيتموني أصلي" أخرجه البخاري 631 عن مالك بن الحويرث رضي الله عنه. وحجه بهم وقوله:" لتأخذوا عني مناسككم" أخرجه مسلم 1297 عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://moamen2eljna.ahlamontada.com
 
محمد صلى الله عليه وسلم محبوبا:
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» هكذا كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم اذا كنت تحبينه
» محمد صلى الله عليه وسلم
» من معجزات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
مؤمن الى الجنة :: حبيبى يارسول الله-
انتقل الى: